أخر جراااااحي ..... ؟

وحيد ..

اعانق وحدتي

على سريري

على فراش موتي

تتسارع انفاسي الاخيرة

وتتباطيء نبضات قلبي


ارى نورا يقترب مني


يااااه


انها حبيبتي

انها حقيقة

ليس حلما


ها قد عادت حبيبتي


عادت يسبقها دمع العين

تشكي البعد ومرار الفراق

القت براسها على كتفي

تقول لن يكون الا على زنودكَ مضجعي


ااااااااه


كم لحضنها هزني وجدي

رغم نزيف جروحي

رغم كل قسوتها

لازلت ارتجف كلما لامس جسدها الجميل جسدي


تعالي حبيبتي اقتربي

ضميني اليكِ

..اعذريني فلا اقوى على النهوض لاركع لكِ

كما كنت واقبل يديكِ


اقتربي ..

دعيني امسح تلك الدموع

واداعب شعرك كما كنت افعل


ش..ش .. لا تنطقي ولا تعتذري

يكفيني وجودكِ بقربي


هيا اغمضي عيناكِ

ونامي على اكتاف من انكوى بنار الهجر والبعد

ِ

حبيبتي...


هل اشتقتِ لحكاياتي ... ؟

ساحكي لك قصص قبل النوم كما عودتكِ

هل لازلت تتذكرين همساتي التي كنتِ على انغامها تنامين ...؟


دعيني اتامل عيناكِ قليلا

اااه كم اشتقت لهما

كم لفراقهما تالمت

وكم من اجلهما تعذبت


صغيرتي..


ساحكي لكِ اليوم قصة جريح


جريح..


اضناه البعد

ادماه الشوق

اعياه السهر


قصة شاب كان يحمل من المنى ما لا تحمله الجبال


ذات يوم..


كانت الذكرى الرابع والثلاثون لميلاده

وشاءت الاقدار ان يكون

يوم ميلاد فجر جديد

وحب لا يبيد


احب فتاة واقسم ان تكون له كل مناه والحياة

اقسم ان يخلص لها حتى الممات


كانت عنوانه الوحيد لكل شئء

كل شيء


عاهدها ان تبقى حبيبته للابد

وان لا يفرقهما اي احد


احبها واخلص لها وكان رمزا للوفاء

ولم ينل منها الا قسوة القلب والاسى والبعد والشقاء

هجرته بدون ان يعرف حتى ما السبب في اختفاء ذاك البهاء

عانى مرار الهجر والغدر والجفاء

اصبح شاحب الوجه هزيلا عليلا لا يشفيه أي دواء

لم يبق له في الحياة سوى قلم وحروف هجاء

غرست في ظهره الف خنجر وقالت له تمتع.. بالهناء

اصبح يلملم فتات الامل الذي يلقونه له عابري السبيل شفقة.. وبعضهم رياء


اصبح كغصن مبتور مسكنه الوحشة


احبها وما زال رغم ما لاقاه


كانت في عيون الفجر ِ..نجمة َ صبح أيـّـامه

وقمرا فوق سرير احلامه

كانت حب ايامه وانفاسه

كانت جدولا يروي غرائزه

كانت له نسمة تلطف كل اجوائه

وتلملم اشلائه


كان يجول , يقطع البحار والسهول والوديان والجبال

مسافر ..

في دهرغابر

وحلم ساهر

وعذاب قاهر


يبحث عنها في كل مكان

يبحث كالمجنون



و عندما يتعب ..!

يجثو على ركبتيه

يرفع راسه الى السماء

يبكي ويدعو ربه الخلاص من هذا الشقاء


دموعه لاتجف

ونظراته رجاء

للنوم .. للسهاد

لراحة بعد هذا العناء


لكن .. دون جدوى


كادت صم الحجارة لحاله تتشقق

ولم تبالي حبيبته ولم تشفق


لم يعد له امل

تاه كحروفه المبعثرة على الاوراق

ضاع عمره واضاع حتى الطريق


اوراق عمره متناثرة هنا ... وهناك

اشلاء ذاته منتشرة في احزان الضياع

ينتشل تارة الفكر وما حوى

وتارة القلب وما هوى

وتارة الذات وما تمنى

ذاته المظلمه الشديدة الظلام

التي لاتملك اي قرار


كانت امانيه عودة مهجة قلبه واجمل احلامه


لكنها .. تاخرت كثيرا

كثيرا حبيبتي



كان يصارع الالم ويرسم على شفاهه المتحجرة ابتسامة مزيفة كي لا يشمت به الاخرون


اصبح الشاب الوسيم عجوزا

اصبح في كف الكهولة دمعة


يمشي ولا يعي .. شارد الذهن

ممزق الاماني يجر معه خيباته حيثما ذهب

يتعثر في كل خطواته


فقد البصر لانه وعد من احبها ان لا يرى سواها

ضاع بين الشوق لعودة حبيبته وبين خشيته من ان تراه وهو بقايا انسان


حبيبتي ..!


صغيرتي..!


هل غفوتِ ...!


ها قد غفوتِ بين ذراعي حبيب بكى دما شوقا للقياكِ

ومازلت اداعب شعركِ

وامرر اصابعي بخفة على شفتيكِ


طفلتي ..


كانت هذه اخر همساتي لكِ

كم تمنيت ان ابقى مدى الدهر اداعب شعركِ الذهبي

واحكي لك قصص الحب والعاشقين


اعذريني ..

كانت اخر همساتي .. هي قصتي

قصة جريح


وددت ان ارى عيناكِِ الساحرتان مرة اخرى


لكن ..!

لابد لي من الرحيل

فقد حان موعد رحيلي الى المجهول

آن للقلب ان يستريح

آن للروح مفارقة الجسد الجريح


اتمنى لكِ احلاما سعيدة كجمال عيناكِ


عذرا

نزلت من عيني دمعة على جبينكِ

ساطبع اخر قبلاتي عليها


اذكريني كلما رايت.. قبلة ..او.. دمعة


واخر امنياتي ان ..

تدوس قدماكِ تربة لحدي

وتنعمي بحب يدوم ويفوق حبي


وداعــــــا .. صغيرتي

وداعا.. حبيبتي